كتابة الفاضلة هديل الزبيدي/ العراق
قال سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله { الحسن والحسين امامان قاما او قعدا }صدق سيدنا ومولانا النبي محمد صلى الله عليه وآله
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الثاني والسبط الاول والمعصوم الرابع ابي محمد الحسن بن علي الزكي صلوات الله وسلامه عليه نتناول بعض الشؤون المرتبطة بسيرته وحياته وإنها لفكرة طيبة ان قامت الجهة المشرفة على هذا المسجد المبارك بإحياء مناسبة هذا الإمام العظيم في أكثر من ليلة وذلك لان الامام الحسن المجتبى عليه السلام وهو بحر من المكارم ومحيط من الفضائل والمناقب إلا أنه في الغالب لا يتم الحديث عنه وعن شؤونه الا بالكثير الا في ليلتين او يومين من السنة يوم ميلاده او ليلة ميلاده ويوم شهادته لو ليلة الشهادة مع ان هذا الامام العظيم في حياته من الدروس والعبر ما يحتاج الى فترات طويلة للحديث عنه وربما يشار هنا الى ان مستوى الاهتمام بقضية الامام الحسن عليه السلام لا تتناسب مع منزلة هذا الامام ، فان امامته الفعلية استمرت عشر سنوات وهي تعتبر من الفترات الطويلة في الامامة فضلا عن اشتراكه في فترة طويلة مع ابيه المرتضى صلوات الله وسلامه عليه وكان فيها بالنسبة الى ابيه ساعده الايمن فهذا يحتاج الى حديث ، اهتمام وتوجه اكثر وهذه الخطوة واراها خطوة جيدة حبذا لو يكون في سائر المراكز الدينية من مساجد وحسينيات و مراكز مثل هذه الخطوة .
حديثنا هذه الليلة نتناول فيه رؤية حول ما قام به الامام الحسن المجتبى عليه السلام من فترة ما بعد صلحه او مهادنته مع معاوية بن ابي سفيان الى ان استشهد هناك بالنسبة الى هذا الموضوع ثلاث نظريات او تكليفات لهذا الموقف ، نظريتان معروفتان ونظرية ثالثة جديدة تمام الجدة عما هو شائع سوف نتعرض لهذه النظريات حول مصالحة الامام الحسن عليه السلام او مهادنته مع معاوية وسنرى اوجه الفرق بينها ( قسم من الناس قد يتحفظ على كلمة مصالحة الامام الحسن مع معاوية او صلح الامام الحسن مع معاوية ) ولا نرى لهذا التحفظ مبررا واضحا فان في كلام الامام الحسن المجتبى عليه السلام المنقول عنه في مصادر الامامية تم استعمال كلمة المصالحة .
{واما علة مصالحتي مع معاوية فهي علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله مع كفار قريش} هذا الحديث منقول عن الامام الحسن عليه السلام ، كيف ان النبي صلى الله عليه واله عمل صلحا مع القرشيين عرف بصلح الحديبية كذلك انا عملت صلحا ، معنى الصلح ليس المعنى الذي في بالنا انه ليس بيننا خلاف انا أرتضيه بالكامل واقبل فكرته وعقيدته ومسلكه ،لااا هذا لا يعطيه معنى الصلح .
الصلح هو اختيار انسب ما يمكن لهذا الشخص ضمن الظرف ذاك الا بين اثنين يحدث اختلاف مالي هذا يقول انا اطلبك الف وذاك يقول تطلبني خمسمائة فيأتى الى القاضي ويقول لهم اعملوا مصالحة انت انزل شوية وذاك يصعد شوية بدل الالف اعطية سبعمائة وخمسون لا انت الذي تقوله خمسمائة ولا ذاك الذي يقول الف ، صاحب الحق ابو الالف في قرارة نفسه يقول لا مشكلة انا اتصالح معاه ولكن في داخل نفسي انا متأكد انه مخطأ عندما يقول انا اطلبه خمسمائة وذاك ايضا نفس الشيء انا سازيده مئتان وخمسون لكن في قرارة نفسي انه غلطان لا يطلبني الف وانما يطلبني خمسمائة عندما يتصالح بين طرفين ليس معنى ذلك انه مادام صالحته ووقعنا اتفاقية الصلح انني اعترف له بالحق الكامل وانه صاحب حق وانا غلطان ، لااا ليس كذلك .
اذن فهذا التعبير احيانا قد يحتفظ عليه بعض الناس لا نرى مبررا واضحا للتحفظ اولا لجهة ان الامام الحسن هو نفسه استخدم هذا التعبير قال ( مصالحتي مع معاوية )
وثانيا لان حقيقة الصلح في هذا هو انا اختار افضل ما يمكن لي من الشروط التي يقبلها الشخص الاخر حتى ولو ان كنت لا اعترف له بدون هذه الشروط .
بالنسبة الى صلح الامام الحسن مصالحته هناك ثلاثة انحاء من تكييفه والتعبير عن هذه العملية :
النظرية الاولى وهي النظرية المشهورة التقليدية التي هي تقريبا في اكثر الكتب منذ اكثر من ستين او سبعين سنة الى الان يتحدث فيها وحاصلها مختصرة جدا ولعلكم سمعتموها مرارا ان الامام الحسن عليه السلام كان عازما على قتال معاوية باعتبار ان معاوية ظالم وباغي لكن ظروف جيش الامام الحسن عليه السلام وخيانات بعض القادة تعب بعض المقاتلين وهو الاكثر فرضت على الامام الحسن المجتبى عليه السلام وضعا لا يستطيع فيه القتال ،آن إذن اظطر الامام الحسن المجتبى الى الصلح ، لماذا ؟ لانه اذا قاتل واستمر في هذا المشوار من الممكن ان يتعرض الى هزيمة قوية جدا ربما يأسر او يقتل الى اخره ، بحسب موازين ذلك الوقت كانت الحكمة تقتضي ان لا يمضي في القتال مع معاوية والاخير كان يريد مثل هذا الامر فصار قضية المصالحة والمهادنة ، معاوية بعدما كتب الامام الحسن شروطه ومطالبه التي سوف نعرض الى قسم منها معاوية بعدها بفترة قصيرة صعد على المنبر وقال ان كل شرط شرطته للحسن تحت قدمي هاتين وبالتالي لم يفي به واصحاب هذه النظرية يقولون هذه كانت فضيحة اخرى لمعاوية من ان هذا الذي يصعد المنبر باسم خليفة رسول الله والعامل بكتاب الله وحسب الشروط التي جاءت في الصلح ان يعمل بكتاب الله وسنة نبيه وان لا يتتبع احدا من انصار امير المؤمنين عليه السلام وان لا يآخذهم بمواقفهم السابقة وان لايشتم امير المؤمنين عليه السلام امام الحسن وفي محضر شيعته و ان يعطي خراج دار ابجرد الى الامام عليه السلام ليستعين بها بالنسبة الى فقراء شيعته وامثال هذه ، تبين للناس القاصي والداني ان هذا ليس رجلا بالاضافة الى انه ليس بخليفة وانه ليس رجل مواقف لان الناس بغض النظر عن قضية الخلافة والحكومة يريدون شخصا يقف عند كلمته اما اذا كل يوم يعد ويخلف ويتعاهد وينكث يقولون اصلا هذا ليس برجل بالاضافة انه لاقائد ولا خليفة ، دع عنك الجانب الديني والجانب الاجتماعي ، فصارت فضيحة مضاعفة الى معاوية هذه خلاصة الفكرة في النظرية المشهورة يقولون ثم معاوية لم يلتزم بشيء قتل شيعة علي بن ابي طالب تتبعهم بالتهمة والظنة ولم يفي بما اخذه على نفسه هذه الفكرة والنظرية الاولى التي هي النظرية المشهورة والمعروفة .
نقرأ بعض ما جاء في الشروط التي ذكرت في هذا العقد الصلح قسم من الشروط متعلقة بالحكم وادارة الحكومة والخلافة ، أصحاب هذه النظرية يقولون ان الامام الحسن عليه السلام اخذ من الشروط اقصى ما يستطيعه مثلا :
اشترط على معاوية العمل بكتاب الله وسنة رسوله وهذا بطبيعة الحال اقصى شرط يستطيع ان يشترطه الامام على ذلك الحاكم لايعمل بحسب كيفه واحقاده وانما بكتاب الله وسنة رسوله وآن إذن هناك مرجعية قانونية يمكن محاكمته بحسبها ، اذا عمل عملا نقول له هذا مخالف لكتاب الله ومخالف لسنة رسول الله وقد اشترطت على نفسك العمل بكتاب الله وسنة رسوله هذا اولا.
ثانيا ان يكون الامر من بعد معاوية للحسن فإن قضى الحسن قبل ذلك فيكون للحسين يعني بعد اغلق بحسب هذا القانون وهذا الشرط قضية التوريث الاموي من معاوية لأبنائه ، انت تصبح حاكم وخليفة لكن بعد رحيلك يكون الامام الحسن هو الحاكم والخليفة لو فرضنا تعرض الحسن لقتل او موت او اغتيال فيكون الخلافة والحكومة للحسين عليه السلام فقطع بهذا الشرط قضية التوريث .
ثالثا ان لا يقضى شيء بدون مشورة الامام الحسن يعني القرارات السياسية المهمة في الدولة ان تكون في التشاور مع الامام الحسن المجتبى عليه السلام هذا في أثناء التفاوض اقصى ما يمكن لانسان أن يأخذه منه ، يعني أعطاه فرصة الخلافة هذه المدة قطع عليه التوريث قيده بقانون كتاب الله وسنة نبيه جعل الخلافة بعده للحسن ثم للحسين وانه في القرارات الاساسية في هذه الاثناء يكون بمشورة الحس هذه ترتبط بقضايا الحكومة .
هناك قسم يرتبط بالقضايا الاجتماعية وامنية واتباع علي والمؤمنين بالحسن عليه السلام اشترط عليه ان لا يشتم علي امام الحسن وان لا يذكره الا بخير وبالتالي هذا سيكسر حركة التعبئة الاموية المضادة للامام امير المؤمنين ولاهل البيت هذا اولا .
ثانيا ان لا ينال معاوية أحدا من شيعة علي بمكروه لمواقف سابقة ، لنفترض شخص قاتل في صفين تاتي وتقول له لماذا قاتلتنا تعالوا واحكموا عليه بكذاا ، انت قتلت منا فلان فارس تعال ونفتص منك ، فلهذا ان لاينال احدا من شيعة علي بمثل هذه الامور فهو نوع من تأمين حياتهم .
ثالثا ان لا يلاحق احدا من شيعة علي سواء كان في الكوفة او في الحجاز لولائهم لعلي بن ابي طالب ، ليس عن قضية انهم قتلوا احدا في صفين وانما لانهم موالون لا تاخذهم بهذا ، هذا من الشروط التي اشترطها وكما ذكرنا بعض الشروط المالية مثلا ان يكون له خراج دار ابجرد باعتبار ان الامام الحسن عليه السلام يرى نفسه هو الخليفة الشرعي المتصرف في المال فهي ليست لمعاوية ولا حقيقة هي تحت ادارته ، هذه الان الظروف تقتضيها والا يجب ان تكون هذه الاموال كلها تحت يد الامام الحسن يتصرف فيها في مواردها ، فاشترط عليه ذلك ، قد يكون ان الامام الحسن يعلم انه ربما سيحدث هناك مضايقات لشيعته وافقار فهذا نوع من انواع الضمان الاجتماعي لهم النتيجة المعروف بين الناس هو هذا الكلام منقول عادة في المنابر كما ذكره المدائني في كتابه الاحداث انه تقدم بعدما معاوية قام وخطب في الناس : الا وان كل شرط شرطته للحسن فتحت قدمي هاتين ، اتبع ذلك بكتاب كتبه الى الولاة والمناطق ، بعد الان لايوجد بيننا وبين الحسن شيء انظروا من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم ، فاقطعوا عطاؤه ، امحوا اسمه من الديوان الى اخره ، هذه القراءة المعروفة والمشهورة هذه اولا .
ثانيا هناك قراءة اخرى اشبه بالقراءة السياسية والتي انتشرت ربما خلال اربعين سنة فصاعدا بهذا الاتجاه كان هناك حركات اسلامية ومعارضون اسلاميون اصطدموا مع سلاطين ازمنتهم وحكام عصرهم عند الاصطدام لم يستطيعوا ان يصلوا الى انتصار فمالذي حدث رأوا ان طريقة الامام الحسن في المصالحة والمهادنة ممكن ان تنطبق على ماهو عليهم ، قال هؤلاء ان طريقة الامام الحسن المجتبى عليه السلام هي نوع من الهدنة السياسية وهي افضل قرار يستطيع ان يتخذه قائد اذا لم يستطع مواجهة سلطان زمانه مواجهة مباشرة فألقي على هذا الحدث في زمان الامام الحسن عليه السلام ضوء سياسي وان صح التعبير وعرف بهذا التعريف وصارت هذه الثقافة ثقافة ان الامام الحسن عليه السلام تعايش مع ذلك الوضع الموجود ومصالحة سياسية مهادنة ترك الاصطدام باعتبارها خطوة سياسية ليس القضية انه مضطر الى ذلك وجيشه كذا وفلان لااا هي خطوة سياسية كافضل القرارات التي كانت في ذلك الوقت ، هناك جماعة من الكتاب لاسيما اولئك الذين كانوا ينتمون الى بعض الحركات الاسلامية الشيعية او كان لديهم حلة من المعارضة السياسية اختاروا مثل هذا الطريق هذه رؤية ثانية .
الرؤية الثالثة هي الرؤية الجديدة وهذه انا ساضطر الى شرحها الى اكثر تفصيلا لانها بالفعل جديدة وفيها جانت من التحقيق وهي ما ذكره المحقق المعاصر السيد سامي البدري احد العلماء في النجف الاشرف وهو محقق متين عنده كتاب اسمه
(الامام الحسن في مواجهة الانشقاق الأموي) كتاب انصح بقرائته كتاب جيد فيه تتبع تاريخي والاهم من ذلك فكرته فكرة جديدة تماما ، هذه الفكرة تقوم على ماذا؟
تقوم على اساس انه لايوجد شيء اسمه ان معاوية بعد المصالحة مباشرة اتى والغى التزامه بالشروط لا يوجد هذا الشيء ، لايوجد شيء اسمه تم تتبع شيعة علي بن ابي طالب بعد عام الجماعة الذي سموه يعني بعد سنة اربعين وواحد واربعين بدأ بمضايقة اتباع اهل البيت قتلهم مصادرة اموالهم يقول هذا الكلام كله لا وجود له ، لايوجد شيء كان اسمه علي بن ابي طالب عليه السلام يشتم ويلعن في المنابر ، هذه الاشياء كلها التي حدثت انما حدثت بعد شهادة الامام الحسن المجتبى يعني من سنة خمسين هجرية فما فوق ، في زمان الذي كان الامام الحسن موجود يعني من سنة اربعين الى سنة خمسين كل هذا الكلام لم يكن موجودا ، وله تتبع كثير في هذا ، اذا لاحظتوا الفكرة التقليدية المعروفة تقول لا بمجرد ان صار الصلح بين معاوية والحسن في الكوفة في النخيلة قام معاوية وتحدث ان شروط الحسن كلها تحت قدمي وانا لا اعترف بها وبدأ هؤلاء بمضايقة اتباع اهل البيت وزياد اتى ارتكب الفجائع خصوصا في الكوفة زياد بن ابيه هذه النظرية تقول هذا الكلام كله صار بعد شهادة الامام الحسن المجتبى يعني عشرة سنوات التي بقي فيها الامام الحسن المجتبى على قيد الحياة لم يحدث اي شيء من هذا القبيل ، اذا هذه الفكرة صارت صحيحة وهو يورد عليها قرائن كثيرة فآن إذن ستتغير المعادلة تماما يعني الامام الحسن عليه السلام ليس فقط في وقت المفاوضات اخذ الحد الاعلى من الشروط ،انما بالاضافة الى ذلك جعل معاوية يلتزم بهذه الشروط عشر سنوات وانه لم يحدث اختراق كامل الا بعد شهادة الامام الحسن المجتبى وهذا شيء يعتبر جديد وغريب كيف يذكر هذه الامور ؟ يذكر قرائن فيها الكتاب مفصل لكن بمقدار ما يتسع المقام نتحدث عنه ...
يقول مثلا من الأشياء التي قيل ان زياد بن ابيه اتى وفعل الافاعيل في أهل الكوفة
لان يعرفهم لانه قبل كان معهم وكان واليا للامام أمير المؤمنين عليه السلام واليا على البصرة لفترة من الزمان وبعد أن أتى معاوية واستلحقه له وقال له انت اخي وابوك ابو سفيان ونحن اشقاء واستقطبه له هذا كان في السابق في اجواء يعرف الشيعة فتتبعهم واحدا واحدا واذاقهم الويل وكان اشد الناس بلاءا اهل الكوفة حسب ما ورد في الروايات التاريخية ، سؤال هنا متى تولى زياد الكوفة ؟
دعنا نحسب تاريخيا بالمراجعة يتبين ان زياد ابن ابيه تولى الكوفة سنة خمسين هجرية من سنة اربعين الى سنة خمسين كان المغيرة بن شعبة فاذا زياد قتل وشرد ونكل وسجن انما كان في سنة خمسين بعد وفاة المغيرة بن شعبة الذي كان والي معاوية على الكوفة ، المغيرة بن شعبة مات بعد وفاة الامام الحسن المجتبى يعني بداية ولاية زياد على الكوفة والذي بدأ فيها بارتكاب الفضائع والفجائع في حق هؤلاء متى بدأت ؟ بدأت في سنة خمسين يعني بعد شهادة الامام الحسن قبله ما كان هذا الشيء موجود هذه من الاشياء التي يذكرها بل اكثر من هذا يذكر انه وهذه الروية مشهورة ان معاوية ذهب الى الحج والمدينة سنة واحد واربعين هجرية ، فلما وصل الى المدينة عائشة بنت عثمان ابن عفان وهي زوجة مروان بن الحكم لما اتى معاوية باتجاه المسجد النبوي وقفت بوجهه وقالت : يالثارات والدي عثمان ، اين ثارات والدي عثمان ، انت قمت وقالت من اجل ثارات عثمان ولم تفعل شيئا ، لم تقتص من احد لم تقاتل احد لا سجنت احد كانما انت رفعت راية من اجل ان تستغلها كشعار لكن ما صنعت شيئا ، لم تأخذ بثأر ابي فقال لها كلاما قال لها :
يا ابنة اخي ان الناس اعطونا سلطاننا فاظهرنا لهم حلما تحت غضب ، وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد فبعناهم هذا بهذا وباعونا ذاك بهذا ، فان اعطيناهم غير ما اشتروا منا شحوا علينا بحقنا وان نكثناهم نكثوا بنا ولكل شيعته ، ولان تكوني ابنة عمي امير المؤمنين (كما قال) وخليفة المسلمين خير لك من ان تكوني امراة من عرض الناس .
نحن في الظاهر نتعامل معهم بالحلم واللين ولكن تحته غضب ، هم يطيعوننا في الظاهر لكن لا يقبلونا في قلوبهم يحقدون علينا ، فقلنا لهم لا تحبوننا من قلوبكم ونحن لا نتعرض لكم بشيء لن ننتقم منكم ، انتم على الظاهر توالونا لا نطلب منكم اكثر من هذا ولا نحاسبكم على احقادكم ، فابقوا على حالكم هذا ، يعني لن ننتقم منكم لن نعاقبكم لن نواجهكم ، اذا بدأنا نعاقب ونسجن ونقتل هم سيخرجوا الذي في قلوبهم ويواجهوننا ينكثون بيعتنا ، وتبدأ معركة هم عندهم جماعة ونحن عندنا جماعة ، فنحن لا نفعل ذلك ، وانتي الان ابن عمك الخليفة والحاكم اطلبي وتدللي .
فيتبين الى سنة واحد واربعين هجرية معاوية لم يقتص او يعاقب او يقتل احد الى ان جاءت هذه المراة تطالب معاوية بان يفعل شيئا ومعاوية لم يقبل منها هذا الامر معنى ذلك انه الى ذلك التاريخ لم يحدث نقض للشروط والعهود .
حجر بن عدي الكندي وجماعته سبعة النفر انما قتلوا واستشهدوا بعد سنة خمسين هجرية يعني من اربعين الي خمسين لم يكن هناك قتل وهكذا يقولون -وهنا فيها اشارة مهمة - لما معاوية في المدينة ولما مات الحسن هذه في زيارة ثانية حج معاوية وذهب الى المدينة فأراد أن يلعن علي على منبر النبي فقيل هاهنا سعدا (سعد بن أبي وقاص) ولا نراه يرضى تسب علي بن ابي طالب لما سمعه من رسول الله ، فلما بلغ سعد ان معاوية جاء هذه السنة وسيلعن علي بن ابي طالل في المسجد قال سعد وان فعل ذلك لأخرجن من المسجد ثم لا اعودن إليه ، يعني انا انفصل عنكم ولا اصلي خلفه ولا اطيع واليه ، فأمسك معاوية حتى مات سعد .
سعد بن ابي وقاص مات بعد الامام الحسن عليه السلام باغتيال معاوية على الرأي المحقق لان معاوية تتبع كل الاشخاص الذين من الممكن ان يخالفوه بدءا من الامام الحسن عبد الرحمن بن ابي بكر سعد بن ابي وقاص كل هؤلاء دس لهم السم وهذا له بحث خاص ، فيقال حتى السب لم يكن موجود في المدينة الا بعد شهادة الحسن المجتبى سلام الله عليه ، التهجير الذي حدث لشيعة الكوفة لكن بعد شهادة الامام الحسن المجتبى سلام الله عليه ، اكثر من هذا ذكر هذا الشيخ المحقق يقول ان تمازج الشعبين وصارت القضية عادية رواة من اهل العراق يذهبون الى الشام ، ناس من اهل الشام ياتون الى العراق الى الكوفة والى سائر الاماكن هذا التمازج كسر الحصار من الناحية الحديثية الذي كان الامويين فارضيه ، في السابق من زمان معاوية وزمان الخليفة الثاني تاركين الشام كولاية مستقلة لا احد يذهب اليها او ياتي منها محدث يذهب هناك ، ابو ذر ذهب هناك آذوه في عيشته الى ان يرجعوه وامثاله ، الان اصبح بلد واحد دولة واحدة بحسب التعبير فاصبح الرواة يذهبون ويجيئون ، ويقول كثير من الروايات التي في المصادر غير الشيعية كانت في هذه الفترة انتقلت من المحدثين المدنيين ومن المحدثين العراقيين فيما يرتبط بالامام امير المؤمنين عليه السلام .
بعد هذه الفترة (شهادة الامام الحسن المجتبى عليه السلام) تغير الحال معاوية كانه رأى ان في هذا الاتفاق الذي ابرمه وهذه الشروط التي وقعها كان غير رابح لان الروايات بدات تنتشر ، شيعة علي بن ابي طالب خلال هذه العشر سنوات كانوا امنين التعبئة التي كان هو يطمع بها لم تحدث من سبي علي وشتمه وامثال ذلك ، فعندها لما بدا في الشام قال له جماعة انه انت وعدت الحسن بكذا وكذا وشرط عليك كذا وكذا فقال ان كل شرط شرطته للحسن فتحت قدمي هاتين
يعني ان هذا التصريح بانني لا اعترف بشروط الحسن ولا التزم بها ما كان في سنة اربعين او واحد واربعين هجرية اول ما تم الصلح وانما صار بعد عشر سنوات حسب ما يرى هذا الباحث اذا هذه النتائج وكما قلت تحتاج الى تتبع فعلا يكون الامام الحسن المجتبى عليه السلام فاتحا اكبر بالنسبة الى شروطه في مرحلة التفاوض كانت ابلغ وارقى الشروط وفي مجال التطبيق ايضا حصل عليها مادامه على قيد الحياة يعني حدود عشر سنوات ، الامر الذي جعل معاوية يفكر جديا باغتيال الامام الحسن المجتبى عليه السلام ولذلك لو ان معاوية ما كان يهمه شيء ، يعني كان لنفترض انه يستطيع ان يفعل ما يريد يقتل اتباع علي يصادر اموالهم يلعن يشتم امير المؤمنين فما الداعي الذي يدعوه الى ان يقتل الامام الحسن المجتبى لا يشكل له خطرا جديا الامام الحسن المجتبى الا في قضية ولاية العهد وهو امامه مشوار من سنة خمسين الى سنة ستين هجرية ، فاذا كان هذا الكلام وهذه النظرية الثالثة ساعدتها القرائن كانت ادلتها ادلة تامة فهذه تعتبر في الواقع فتحا عظيما للامام الحسن المجتبى حققه وشاهد ذلك ان الامام الحسين عليه السلام لم يلغي هذه البنود ولما سمع ان معاوية قال كذا وكذا من جهته لم يقل نحن لا نلتزم بشيء وكانما لايزال ابطال الاتفاق من طرف واحد غير مقبول وغير معقول ، انت الان تحاول ان تبطله شيئا فشيئا لذلك يقال هنا ان الامام الحسن المجتبى عليه السلام وقد حقق ما حقق في مرحلة التفاوض واشتراط الشروط وتقييد ذلك الرجل بقيود مختلفة ونفسه معاوية لم يجد سبيلا الا الالتزام بها مادام الامام الحسن المجتبى موجودا الى ان قام باغتياله في ذلك الوقت اعلن انه لا يلتزم بشيء ، هذه النظرية اذا تمت فعلا تكون نظرية يتوضح فيها مقدار النعمة التي انعم الله بها على شيعة ال محمد مما فعله الامام الحسن .
الامام الحسن في بعض الروايات عن صلحه وارد انه خير لشيعتنا مما طلعت عليه الشمس في وصف صلح الحسن هذا وصف غريب انه كيف تكون هذه الشروط لو لم يلتزم بها مافيها تلك الخيرية خير ما طلعت عليه الشمس لكن الزام الامام الحسن عليه السلام معاوية بهذا الحد الاعلى من الشروط فعلا ينطبق عليه خير مما طلعت عليه الشمس لذلك قرر ذلك الرجل في ان يتخلص من الامام سلام الله عليه واخذ يكيد له ويدبر في أمره ما يدبر نحن عندنا روايات ان الامام الحسن عليه السلام تعرض لعدة محاولات اغتيال بالسم فيما ورد في الاخبار ان الامام الحسن قال لاخيه الحسين عليه السلام :
{ لقد سقيت السم مرارا }
اذا تمت هذه الرواية يعني محاولات اغتيال متعددة صارت اخر واحدة هي التي تم لهم فيها ما ارادوا بتعاون الاشعث بن قيس الكندي راس قبيلة الغدر والخيانة بواسطة ابنته جعدة بنت الاشعث وهي زوجة الامام الحسن المجتبى عليه السلام .
انا هنا حتى لايكون محل اثارة سؤال لعل بعضكم ياتي في ذهنه اذا كان كذلك فلماذا الامام الحسن يتزوج زوجته جعدة حتى سمه ؟
الجواب على ذلك لنفس السبب الذي تزوج فيه نوح النبي ولوط النبي ونبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله ، بعض النساء ممن لم يكن تماما متوافقات مع الانبياء والاوصياء على أنه من الممكن حين الزواج بهذه المراة ربما لم تكن خبيثة بهذا المستوى فتعرضت الى اغراء لم تصمد امامه نحن نلاحظ في تلك الازمنة الذين جاءوا لقتل الحسين الى كربلاء كم حصلوا مئة على الاكثر مئة درهم ليس مئة دينار بل مئة درهم هذه الخبيثة تعرضت الى اغراء مليون درهم نصف مليون معجل الف الف درهم مليون ونصف مليون مؤجل واضافة الى الزواج بيزيد ولي العهد وتصبح السيدة الاولى كما يقولون في البلد ، البعض يتعرض الى عشر عشرة هذا المبلغ حاضر ان يقتل حتى والديه ، هذا لا يعني اننا نبرر فعلها الاثم والاجرامي لكن اقول لك هذا له نظائر واشباه المهم على الانسان ان يقوي ايمانه حتى اذا تعرض الى ضغط او اغراء يخسر إيمانه فبواسطة هذه الاثمة المجرمة جعدة وكان امامنا الحسن المجتبى سلام الله عليه كما نقل صائما في مثل هذا اليوم فقدمت له ذلك السم النقيع فلما تجرعه امامنا سرى السم في بدنه وفتك باحشائه .
السلام على كريم اهل البيت الحسن بن علي المجتبى سلام الله عليهم