بسم الله الرحمن الرحيم
يشكل القرآن الكريم بالنسبة للإسلام مثل العمود الفقري بالنسبة لجسم الإنسان فباستقامته يستقيم البدن ويشد بعضه بعضا بل هو قلبه الذي يغذيه بالدم اللازم لحيويته ونشاطه، بل يترقى ليصبح بمثابة الروح السارية فيه، وبدونه سيكون هذا الدين هيكل جنازة.
ولذلك كان من الضروري التعرف عليه أولا، والتعرف به على الطريق القويم، حيث أنه (يهدي للتي هي أقوم)، التعرف عليه بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار وتدارس علومه التمهيدية، والتعرف به من خلال تدبر معانيه، وتأمل مفاهيمه وهداياته.
وفي إطار التعرف عليه والتشويق لتلاوته كان لدينا أحاديث طيلة شهر رمضان المبارك 1440 هـ. تناولت مواضيع متعددة ترتبط بالقرآن الكريم والتدبر فيه وتفسيره، والمناهج الصحيحة والأخرى الخاطئة التي يتعامل بها مع القرآن. وقد لقيت بفضل الله ثم ببركة القرآن، إقبالا حسنا.. كان ذلك حافزا لتفريغها من قبل عدد من الأخوات الفاضلات، قمت بعد ذلك بشيء من المراجعة السريعة لها. فكانت هذه المواضيع التي هي بين يديك.
كنت في كل سنة أفكر في كتابة جديدة، من الأساس للموضوع الذي ألقيه في شهر رمضان، ولا يحصل التوفيق، فالغالب أنه ؛ إذا كثرت القيود قل الموجود.. فرأيت أن أبادر العمر الذي يتصرم بإنجاز هذه المكتوبات وإن كانت ليست في المستوى الأعلى الذي أتمناه.. وربما أستطيع لو دام هذه التوفيق أن أنجز عشرة مواضيع لا تزال رهينة الأشرطة أو الصورة الأولية لها..
لا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر للأخوات الفاضلات وبعض الاخوة ممن ساهم مساهمة فعالة في إخراج هذه الصفحات إلى النور وقد أشرت في نهاية الكتاب لأسمائهن، ليكون ذلك كالصدقة العلنية التي دورها قد يكون في بعض الحالات أكبر من السرية..
أسأل الله لي ولمن يقرأ أن نحشر مع القرآن الكريم وهو الشافع المشفع وأن يكون قائدا لنا لجنة الله ورضوانه.
فوزي بن المرحوم محمد تقي آل سيف
10 / شوال / 1440 هـ.